روايات ياجوج ومأجوج في الأديان القديمة
“ياجوج ومأجوج” هما اسمان يُعتقد أنهما يعودان للغة العربية أو الأعجمية، ويعتبران مشتقين من “المأج” وهو الاضطراب، أو من “أجيج” النار وتلهبها. يُعتقد أنهما أمتان من بني آدم موجودتان، وفقًا للكتاب والسنة. يذكر الله تعالى في قصة ذي القرنين في القرآن: “حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا”.
مأجوج ويأجوج ذكرا في العديد من الأديان والتقاليد الدينية، ويُعتقد بعضها أنهما شعبان أو قبائل يتمركزون في منطقة معينة، ولكن ليست هناك مواقع محددة تم تحديدها بدقة في العالم الحقيقي.
ما هي المواقع التي يُعتقد أنَّ ماجوج ويأجوج قد يتواجدان فيها؟
تختلف الآراء بشأن مكان تواجد مأجوج ويأجوج، وتشمل الاعتقادات بعض المناطق مثل جبال القوقاز أو شمال شرق آسيا أو بين البحرين الأحمر والأسود. لكن هذه الأماكن لا يوجد لها دليل تاريخي أو جغرافي قوي يثبت وجود مأجوج ويأجوج فيها.
ما الذي ذُكر في الديانات عن يأجوج ومأجوج؟
توجد ذكريات عن مأجوج ويأجوج في العديد من الأديان والتقاليد الدينية. في الإسلام، يُذكر مأجوج ويأجوج في القرآن الكريم في سورة الكهف. ويُعتقد أنهما قومان ذووا قدرة هائلة ويخرجان في آخر الزمان ليساعدا الدجال في إثارة الفوضى قبل يوم القيامة. أما في التوراة والإنجيل، فقد يُشار إلى ماجوج ويأجوج بمصطلحات مختلفة، مثل “Gog and Magog” في الكتاب المقدس، ويُصوَّران أحيانًا كقبائل بشرية شريرة أو كجوامعة من الشر.
في التوراة، يتم الإشارة إلى ماجوج ويأجوج في سفر حزقيال (Ezekiel)، بالتحديد في الفصل 38 و 39. ويُذكر أنهما شعبان شريران يُحشران فيما بين الأمم ليقاتلوا ضد إسرائيل. هذا النص يصوّر ماجوج ويأجوج كأمم شريرة تتآمران للهجوم على الشعوب الصالحة.
في الفصل 38 من سفر حزقيال في التوراة، يُصوَّر النبي حزقيال معركةً عظيمة ستحدث في المستقبل، حيث يتحالف عدة أمم ضد إسرائيل. تُشير هذه النبوءة إلى أن جيشًا يتألف من عدة أمم، بينها ماجوج ويأجوج، سيهاجم إسرائيل.
في الفصل 39 من سفر حزقيال في التوراة، يستمر النبي حزقيال في وصف المعركة الضخمة التي ستحدث في المستقبل، ويوضح النتائج التي ستنتج عنها. تصف هذه النبوءة كيف ستُهزم الأمم المتحالفة ضد إسرائيل، وكيف سيعود الناس إلى الله بعد ذلك.
الإشارات إلى ماجوج ويأجوج في الإنجيل غير مباشرة، ولا توجد ذكر مباشر لهما بتلك الأسماء. ومع ذلك، هناك تفسيرات متعددة قد تربط بين بعض النصوص في الإنجيل وما يشير إليه ماجوج ويأجوج في التوراة والقرآن. على سبيل المثال، يُعتقد بعض الباحثين أن بعض النصوص في سفر الرؤيا تُشير إلى مواجهة مشابهة لما يُصوَّر في سفر حزقيال بخصوص ماجوج ويأجوج.
في سفر الرؤيا، يُصوَّر الرؤيا النهائية للزمن والمواجهة النهائية بين قوى الخير والشر. ومن ضمن هذه الرؤى، يوجد تصوير لمعركة ضخمة تشمل ملوك الأرض وجيوشهم تحت إشراف الشيطان ضد المسيح وقواته. يُعتقد بعض الباحثين أن هذا التصوير يمكن ترابطه مع موضوع ماجوج ويأجوج في الأديان الأخرى، وخصوصًا في سياق الصراع النهائي بين الخير والشر. حسب الرؤية في سفر الرؤيا، المسيح وقوات الخير سينتصرون في المعركة النهائية ضد قوى الشر والشيطان.
في النصوص الإنجيلية، تُصوَّر النبوءات في سفر حزقيال أن الله سينتصر ويحمي شعبه في المواجهة مع ماجوج ويأجوج، وأنه سيُدمِّر أعداء شعبه ويعيد الناس إلى طاعته.
في القرآن الكريم، يصف الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف ماجوج ويأجوج كأمم شريرة تخرجان في آخر الزمان لتفسدا الأرض وتثيرا الفساد. ووفقًا للقرآن، ينتصر الله في النهاية ويهلك ماجوج ويأجوج ويعيد الناس إلى العدل والرشاد.
هل هناك نصوص أخرى قبل الإنجيل والتوراة والقرآن الكريم تتناول قصة يأجوج ومأجوج؟
توجد ذكريات عن ماجوج ويأجوج في بعض النصوص القديمة الأخرى قبل الإنجيل والتوراة والقرآن. على سبيل المثال، في الأساطير البابلية والآشورية، يوجد إشارات إلى مخلوقات شريرة تشبه ماجوج ويأجوج، والتي قد تكون مصدر إلهام لهذه الشخصيات في الأديان السماوية الأخرى. ومن المهم للدارسين أن يفهموا السياق الثقافي والديني لتلك النصوص لفهم مدى تأثيرها على التصورات الدينية.
ماذا تقول الاساطير البابلية و الاشورية عن ماجوج و ماجوج ؟
في الأساطير البابلية والآشورية، توجد إشارات إلى مخلوقات شريرة تشبه ماجوج ويأجوج في بعض النصوص، ولكن لا يوجد وصف دقيق مماثل للتصوير الديني اللاحق في الأديان السماوية. في هذه الأساطير، تظهر مخلوقات شريرة تُعتبر تهديدًا للناس أو للآلهة، وقد تُصوَّر بشكل وحشي ومخيف. ومن المهم ملاحظة أن هذه الأساطير لها تأثير على التصورات الدينية والثقافية في المنطقة، وقد يكون لها تأثير على القصص الدينية اللاحقة.
شعوب البابلية والآشورية كانت من بين أقدم الحضارات في التاريخ، وقد ازدهرت في منطقة بلاد ما بين النهرين (نهري دجلة والفرات) في العصور القديمة. تميزت هذه الحضارات بتطورها الفني والعلمي، وبناء مدنها الكبيرة والمعابد الرائعة. كما كان لديها نظم حكم مركزية قوية، وقد تأثرت بشكل كبير بالتجارة والتواصل مع الحضارات الأخرى في المنطقة.
بدأت حضارة بابل في الانهيار حوالي القرن السابع قبل الميلاد بسبب الغزو الفارسي، في حين استمرت حضارة آشور لفترة أطول قبل أن تنهار أيضًا في القرن السابع قبل الميلاد بفعل الغزو النيو آسيري. تركت هذه الحضارات إرثًا ثقافيًا هائلًا يؤثر حتى اليوم على العديد من الجوانب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
تعتبر حضارة البابلية الأقدم بين الحضارتين (البابلية والاشورية). بدأت حضارة بابل في النمو والتطور منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد، بينما ظهرت حضارة آشور في منطقة النهرين بعد ذلك بفترة. ومع ذلك، على الرغم من أن الحضارتين كانتا منفصلتين، إلا أنهما تشاركتا العديد من الجوانب الثقافية والسياسية والاقتصادية، وتفاعلتا مع بعضهما البعض عبر التاريخ.
حضارة البابلية والآشورية تعتبر أقدم من حضارة الفراعنة في مصر. بدأت حضارة مصر القديمة حوالي العام 3100 قبل الميلاد، بينما بدأت حضارة بابل في النمو والتطور منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد، وحضارة آشور ظهرت بعد ذلك بفترة. الألفية الرابعة قبل الميلاد تشير إلى الفترة الزمنية بين السنوات 4000 قبل الميلاد وحتى 3001 قبل الميلاد.
هل توجد حضارة قديمة قبل حضارة بابل لها نصوص تتعلق بموضوع يأجوج ومأجوج؟
من الممكن أن تحتوي بعض النصوص القديمة على شخصيات أو مفاهيم تشبه ماجوج ويأجوج، ولكن بتصوير مختلف. على سبيل المثال، في الأساطير السومرية، التي كانت موجودة قبل حضارة بابل، قد توجد روايات تتحدث عن كائنات شريرة تشبه العمالقة وتهدد البشرية، وقد يكون لها صلة بمفهوم ماجوج ويأجوج في الأديان اللاحقة. ومع ذلك، لا يمكننا القول بأن هذه الروايات تعبر بشكل مباشر عن ماجوج ويأجوج كما هو معروف في الأديان السماوية الأخرى.
الروايات السومرية والنصوص القديمة المتعلقة بالأساطير السومرية غالبا ما توجد في الألواح الطينية المكتوبة بالخط المسماري، والتي تم العثور عليها في الآثار السومرية. هذه الألواح تحتوي على مجموعة متنوعة من النصوص الأدبية والدينية والتاريخية، والتي تشمل الأساطير والقصص الشعرية والنصوص الدينية. تم العثور على هذه الألواح في مواقع أثرية في جنوب العراق، مثل مدينة أوروك ومدينة نيبور ومدينة أور.
تاريخيًا، تعتبر حضارة سومر واحدة من أقدم الحضارات في التاريخ البشري. بدأت حوالي عام 4000 قبل الميلاد في منطقة ما بين النهرين، التي تقع في جنوب العراق الحالي. وازدهرت الحضارة السومرية خلال الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد، ولعبت دورًا هامًا في تطور الثقافة والتكنولوجيا والسياسة في المنطقة. وانتهت تدريجياً مع سيطرة حضارات أخرى مثل حضارة بابل وحضارة آشور.
آيات قرانية تشتمل على قصة ذي القرنين، و فيها شيء من ملاحم القرآن: قوله تعالى “قَالُواْ يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِنَّ يَأۡجُوجَ وَمَأۡجُوجَ مُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَهَلۡ نَجۡعَلُ لَكَ خَرۡجًا عَلَىٰٓ أَن تَجۡعَلَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَهُمۡ سَدّٗا” ﴿٩٤﴾
التفسير : إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ْ بالقتل وأخذ الأموال وغير ذلك.
فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا ْ أي جعلا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ْ ودل ذلك على عدم اقتدارهم بأنفسهم على بنيان السد، وعرفوا اقتدار ذي القرنين عليه، فبذلوا له أجرة، ليفعل ذلك، وذكروا له السبب الداعي، وهو: إفسادهم في الأرض، فلم يكن ذو القرنين ذا طمع، ولا رغبة في الدنيا، ولا تاركا لإصلاح أحوال الرعية، بل كان قصده الإصلاح، فلذلك أجاب طلبتهم لما فيها من المصلحة، ولم يأخذ منهم أجرة، وشكر ربه على تمكينه واقتداره
هناك حديث في السنة النبوية يشير إلى أن دودة ستكون السبب في مقتل ماجوج ويأجوج. يذكر الحديث أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قال:
“والذي نفسي بيده، ليأتين على الناس زمان لا يبقى منهم أحد إلا له وصية في ماله، فلا يقبله أحد، ويأتي على الناس زمان لا يبقى منهم أحد إلا له خوف في نفسه، فلا يرده أحد، ويأتي على الناس زمان لا يبقى منهم أحد إلا طلب رزق يضعه في جوفه، فلا يجده أحد، وتأتي الدابة فتقول لهم: أنا وجيش ربكم، فيقتلونها، فيبقى بعدها ما شاء الله أن يبقى، ثم يأتي الله تعالى بعبده، الذي كان لا يؤمن بالجبار، ولا يؤمن بالملك، فيأمر بقتله، فيضرب على عنقه، فيقولون: يا كهذا! ما رأينا في الخير قط، فيقول: إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، أما هؤلاء فقد برزوا على شر ما برزوا، وأما هؤلاء فقد أشربوا العلم، حتى أنهم لم يتركوا متركا فيقتلون الناس، فينتهي بأرض العرب، فيتبعهم الدجال”
في هذا الحديث، يتوقع النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أن تأتي دابة تنطق بأنها جيش الله، وتوجه الناس لقتالها. وبعد هذا الحدث، سيأمر الله بقتل الدجال والذين كانوا يتبعونه، ومن بينهم ماجوج ويأجوج.
هذا الحديث متواتر الرواية ومتفق عليه، ويُعتبر صحيحًا وموثوقًا به في السنة النبوية.
تم إنشاء النص باستخدام ChatGPT كمصدر للمعلومات.