غضب في تونس إثر وفاة موقوف مريض بالسكري
اعلن الناطق الرسمي بإسم محكمة صفاقس القاضي مراد التركي عن وفاة الشاب عبد السلام زيان البالغ من العمر ثلاثين عاما، والذي أودع السجن المدني بصفاقس أول أمس الثلاثاء، بمعية شقيقه لخرقهما حظر التجوال الليلي ودخولهما في مشادات مع قوات الأمن”إثر ضبطهما بالطريق العام بما فيه خرق لإجراءات وقانون حظر الجولان وقد تم تبعًا لذلك تحرير محضر بحث عدلي في حقهما من أجل ذلك إضافة لهضم جانب موظف عمومي بالقول والتهديد حال مباشرته لوظيفه لحصول مشادة مع أعوان أمن وإحالتهما على محكمة الناحية لمقاضاتهما من أجل الجريمتين” حسب تعبيره.
وأوضح أن حالته ساءت في السجن المدني قبل أن يلفظ أنفاسه إثر نقله للمستشفى، وقد تبين أنه كان يعاني من السكري ويتلقى حقنات الأنسولين.
ويشتبه في وجود إهمال متعمد وراء وفاة الموقوف الذي قد يكون لم يتلق حقنة الأنسولين في وقتها.
و حملت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، الخميس 4 مارس 2021، مسؤولية وفاة الشاب إلى وزارة الداخلية ووزارة العدل، مؤكدة أنها ستقوم بدورها كاملًا في تتبع الجناة بصفتها ونيابة عن عائلته.
ونشرت الرابطة، في بلاغ مطوّل نشرته على صفحتها الرسمية بموقع التواصل “فيسبوك”، ملابسات وفاة الشاب عبدالسلام زيان، نه إثر حصوص مناوشة بين الأخ الأصغر وأحد الأعوان الذي استفزه عندما اتهمه بأنه يتظاهر بالنوم ولا يتلزم الآداب، أصرّ العون على إيقافه، فتمسك الأخر الأكبر عبد السلام بمرافقته، وهناك في مركز المدينة تم الاحتفاظ بهما وقضيا ليلة تم خلالها الاعتداء عليهما ومنع الدواء عن عبد السلام.
وتابع نص البلاغ أن “في صباح يوم الاثنين تم نقل الأخوين إلى مركز الشيحية حيث حرّر في شأنهما محضر بحث أحيلا بموجبه على النيابة العمومية التي قررت التمديد في الاحتفاظ بهما، ثم أعيدا إلى مركز المدينة لقضا ليلة ثانية تعكرت فيها صحة الفقيد عبدالسلام كثيرًا، ليتم نقله للمستشفى لكن لم يتم تمكينه من الأنسولين رغم مطالبته وإلحاحه، وتم الاكتفاء بفحصه والقول إنه يعاني قرحًا في المعدة لا غير”.
وأضافت، في ذات الإطار، أنه “رغم علم المشرفين على الاحتفاظ بمركزيْ المدينة والشيحية والمشرفين على الإيقاف التحفظي بالسجن بكون عبدالسلام في حاجة إلى جرعات أنسولين ورغم تعكر صحته ورغم تسلمهم حقنتيْ أنسولين من عائلته إلا أنهم امتنعوا عن تمكينه من الدواء، مشيرة إلى أن حالته ازدادت سوءًا في السجن وأصبح يتقيأ الدم، فتم نقله إلى المستشفى، والأرجح أنه توفي قبل الوصول إليه.
و أثارا الوفاة غضب شديدا تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة أن الوفاة تأتي بعد فترة قصيرة من تعرض الشاب أحمد قم لضرب مبرح من قبل الأمن أفقده إحدى خصيتيه، في حادثة هزت الرأي العام.