بلحسن العلوي : مؤتمر الاتحاد العام لطلبة تونس محطة فارقة في تاريخ الحركة الطلابية
بلحسن العلوي عضو المكتب التنفيذي المكلف بالإعلام في الاتحاد العام لطلبة تونس تحدث إلينا عن كواليس ومخرجات مؤتمر الاتحاد العام لطلبة تونس الذي عقد مؤخرا بالمركب الجامعي فرحات حشاد
كيف تصفون أجواء المؤتمر؟
لقد كانت أياما صعبة ولكنها تاريخية. صعبة لان المنظمة عقدت مؤتمرها في ظل غياب اي دعم لوجيستي أو مالي فالمؤتمرون افترشوا القاعة وتقاسموا ما توفر من طعام من مالهم الخاص وتكبدوا مشقة وعناء التنقل ورغم هذا كنا راضين عن أنفسنا ففي الوقت الذي تسخر فيه الإمكانيات لغيرنا اعتمدنا على قدراتنا الذاتية وخاصة الرصيد البشري المؤمن بالمنظمة وخطها وشعاراتها وهذا ينطوي على شعور بالفخر والرضا والتضحية من أجل جامعة شعبية التي خط معالمها أجيال متلاحقة دفعت ضريبة الدم وكانت النتيجة في حجم الجهد الذي بذلناه منذ انطلاق مشوار الاعداد للمؤتمر قبل أشهر
تحدثتم عن المؤتمر كمحطة فارقة فهل يمكن أن تفسروا ما وراء تعليقكم هذا؟
أهمية المؤتمر الذي عقد مؤخرا لا تلغي أهمية المؤتمرات التي سبقته ولكن المؤتمر الاخير سبقه مسار تعمقت فيه النقاشات ومرت إلى اختبارها الأول في انتخابات المجالس العلمية حيث تم توحيد القائمات وحققنا نصرا مهما حاول البعض تقزيمه بالادعاء أن تقدم الاتحاد جاء نتيجة طبيعية لتراجع شباب النهضة بالجامعة وفي هذا غبن وتزوير للتاريخ فالإتحاد العام لطلبة تونس ظل لسنوات يحقق فوزا عريضا امام منافسيه سواء منتسبي حركة النهضة أو غيرهم ولكن الارتجال والتسرع وغياب خطة عمل واضحة وسوء التنسيق بين الاحزاء الجامعية تسبب في خسارة مجانية في السنوات الفارطة وهذا هو السبب الحقيقي لتفسير النتائج اما اليوم فالمكتب التنفيذي الجديد جاء نتيجة التوافق حول مشروع لتطوير المنظمة لا وفق حسابات أو محاصصة سياسية وهذا ما يميز المؤتمر الاخير
تحدث البعض عن وجود معارضة نقابية للمكتب الجديد فما هو ردكم
لا وجود لمعارضة وسلطة داخل الاتحاد العام لطلبة تونس فهو ملك ابنائه جميعا وما يربط بيننا أو يبعدنا هو مدى الالتزام بشعارات حركة 5 فيفري وما يميز المنظمة هو هامش الاستقلالية الذي تتمتع به الهياكل القيادية والتي تفسح المجال للتعبير الحر و الممارسة الديمقراطية النشطة ونحن نختلف حول تصور أو رؤية وندفع بالنقاش إلى اقصى مدى والاختلاف هو الظاهرة الرئيسية للحياة الطلابية والتي تجعلها حية وذات ديناميكية اما الرأي الواحد والصوت الواحد فلا يليق بمنظمة عريقة في النضال الوطني والديمقراطي
كيف تقيمون الوضع الطلابي والتعليم العالي بشكل عام
لا يخفى على أحد تدهور التعليم العالي في تونس وخروجه حتى عن دائرة التصنيف العالمي والتخبط و العشوائية التي ميزت ما يسمى إصلاح التعليم الذي ظل مجرد حبر على ورق أو مناسبة للدعاية السياسية الزائفة هذا إلى جانب تراكم ملفات الفساد التي لم تفتح لحد اللحظة وتراجع الدولة عن دورها في التعليم العمومي لصالح التعليم الخاص
إذا اضفنا تدهور الاوضاع الاقتصادية فالخلاصة وضع طلابي كارثي : شهائد بلا قيمة وضعف في التكوين وانهيار منظومة الخدمات الجامعية وهلم جرا بل اؤكد أن عديد المكاسب التي فرضتها نضالات الحركة الطلابية تم التراجع عنها منذ سنوات وهو ما يضع الاتحاد العام لطلبة تونس امام جبهات نضالية عديدة وصعبة
كلمة أخيرة
لا بد أن نكبر ونجي مجهودات كل المؤتمرين الذين حرصوا على إنجاح المؤتمر وحسن سير أشغاله ونعتبر أن المسؤولية اليوم صعبة ولكن ما يطمئننا هو التفاف الطلبة حول المنظمة وتناغم المكتب التنفيذي الجديد الذي سيشرع فورا في طرح رؤيته وتصوراته وتجميع الطاقات الطلابية حول برنامج عمل لتحقيقها