دواميس سوسة : متاهة تحت الأرض

هي أربع دواميس كبيرة و مجهولة ، واحدة منها فقط داموس “الراعي الطيب” جزء منه مهيئ و متاح للجميع غير انه منع الدخول له منذ الثورة ..! هي 240 سرداب تحت الأرض تمتد على أكثر من 5 كم و تحتوي على 15000الف قبر ،حفرت توابيتهم في الجدران و في الأرض

دخل الدين المسيحي هدروماتوم منذ القرن الثاني على الأقل كما تدل على ذلك الدواميس الجنائزية (سراديب لدفن الموتى) التي أكتُشفت غرب المدينة القديمة وعددها أربعة، ثلاثة منها مسيحية و الرابعة وثنيّة. وتحمل هذه الدواميس مسميّات تستند الى بعض اللقى المكتشفة بها

‏وهي ‘الراعي الصالح’ و’هرماس’، وسويروس وأقريبا (داموس وثني).
وسمّي الداموس الاول استنادا الى بلاطة من الرخام استعملت لغلق قبر حائطي نحتت عليها صورة ‘الراعي الصالح'(يسوع)، والثانية استنادا الى فسيفساء جنائزية تنص على أن هرماس أنفق على بناء قبور زوجته وأبنائه،

وسُمّي كل من الداموسين الثالث والرابع حسب اسم ورد على شاهد أحد القبور. وقد حُفرت هذه الدواميس في حجارة هشة مما تسبب في انهيارها واستوجب غلقها و ترك جزء من داموس ‘الراعي الصالح’ فقط مفتوحا للعموم. وتَعدّ سراديب سوسة 240 سردابا يبلغ طولها الجملي 5 كم و تحتوي على ما يقارب 15000 قبر.

وقد حُفرت القبور في الأرض وبالجدران أو جعلت في شكل توابيت وضعت في كوّات تعلوها أقواس أو جمعت في غرف. وكانت القبور الحائطية تُغلق بالآجر أو القرميد أو بلاطات من الرخام نُقشت عليها كتابات مصحوبة برسوم رمزية.والكتابات في غالبها باللاتينية وأحيانا باليونانية.

وقد خطت الحروف بخط مترابط فيما تتميز نقائش اللوحات الرخامية برسمها المتقن. أما القبور الأرضية فكُسيت أحيانا بالفسيفساء.
وكان المسيحيون يدفنون موتاهم بعد تكفينهم وتغطيتهم بالجير أو الجبس. وتقتصر اللقى الجنائزية على مصابيح من الفخار.

في مقال لألكسندر بون نشر في جريدة “الصليب” ( La croix) الفرنسية بتاريخ 25 أكتوبر 1913، اعتبر المستعمر الفرنسي أن الدواميس هي ثروة مستقبلية لفرنسا ناهيك عن ذكرى المسيحيين التي استيقظ عليها علماء الآثار، و قد دعا رجال دين مسيحيين إلى تنظيم رحلات منظمة من فرنسا

اما الدواميس الاخرى مثل دواميس “هرماس” إلى القرن الثالث والرابع ميلادي، وتحتوي على العديد من المدافن العائلية ويبلغ طول أروقتها 545 مترًا وتضم أكثر من 2000 قبرًا من بينها 500 قبرًا محفورة في أرضية الأروقة. أما دواميس “سيفريوس”، فهي تعود إلى القرنين الرابع والخامس ميلادي

ويبلغ طول أروقتها 1767 مترًا كما تحتوي 3738 قبرًا وبعض الأماكن المخصصة للمدافن العائلية وقاعات الاجتماعات. في حين أن داموس “أجريبا”، يعود إلى القرن الثالث للميلاد ويحتوي 18 رواقًا يبلغ طولها 170 مترًا وتشتمل على 172 قبرًا، حسب آخر الحفريات الاركيولوجية في المواقع المذكورة.

المصدر: وكالة احياء التراث و التنمية الثقافية

المصدر : https://twitter.com/HistoireTn/status/1594305223811530754?t=OruDdlyWRK3sBuL4Dlox-Q&s=19