كيف تقارن لقاحات كوفيد؟

بحسب منظمة الصحة العالمية، اعتمد لقاح سينوفارم الصيني  على طريقة تقليدية تتمثل في حقن فيروس غير نشط (يحتوي على جزيئات فيروسية ميتة تُخلق في المختبر قبل أن تقتل وهي غير معدية) .

بينما اعتمد لقاح فايزر بيونتيك  المنتج من تحالف شركتي “فايزر” (Pfizer) الأميركية و”بيونتيك” (BioNTech) الألمانية، على تقنية أحدث تعتمد على استخدام الشفرة النووية للفيروس حتى تحفز الجسم لإنتاج أجسام مضادة.

وتصل نسبة فاعلية لقاح فايزر بيونتيك إلى 95 في المائة بحسب تصريحات الشركة المصنعة بينما تصل نسبة فاعلية لقاح سينوفارم إلى 86 في المائة بحسب تصريحات وزارة الصحة الإماراتية بعد انتهاء التجارب السريرية فيها.

كما أن لقاح فايزربيونتيك يجب أن يُحفظ في درجة حرارة 70 درجة مئوية تحت الصفر بينما يمكن حفظ لقاح سينوفارم في ثلاجات عادية.

 لقاح شركة مودرنا الامريكية  يتكون من نسخة صناعية من المادة الوراثية لفيروس كورونا المستجد، تسمى “الحمض النووي الريبوزي المرسال” (messenger RNA) أو “إم آر إن إيه” (mRNA)، لبرمجة خلايا الشخص لإنتاج العديد من نسخ جزء من الفيروس، تطلق هذه النسخ إنذارات في جهاز المناعة، وتحفزه على الهجوم في حالة محاولة الفيروس الحقيقي للغزو.

ويعطى اللقاح على جرعتين تفصلهما 4 أسابيع. ويجب نقله في درجة حرارة 20 درجة مئوية تحت الصفر (مقابل 70 درجة مئوية تحت الصفر للقاح فايزر) على أن يخزن لاحقا في ثلاجة (2 إلى 8 درجات مئوية) لمدة 30 يوما.

ويعتمد لقاح أسترازينيكا- اكسفورد البريطاني على “ناقل فيروسي”، أي أنه يستند إلى فيروس آخر هو فيروس غدّي منتشر بين القرود، تم تعديله وتكييفه لمكافحة فيروس كورونا المستجدّ. ومن من أبرز ميزات لقاح مختبرات أسترازينيكا وجامعة أكسفورد أن كلفته ضئيلة تقارب 2,50 يورو للجرعة الواحدة. ما أنه سهل التخزين إذ يتطلب حرارة تراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية، وهي حرارة البرادات العادية، خلافا للقاحي موديرنا وبيونتيك وفايزر اللذين لا يمكن تخزينهما على المدى الطويل إلا بدرجات حرارة متدنية جدا تصل إلى 20 درجة تحت الصفر للقاح الأول، و70 درجة تحت الصفر للقاح الثاني. وهذا الأمر يسهّل التلقيح على نطاق واسع.

اما اللقاح الروسي سبوتنيك  V5 تيمنا بمركبة الفضاء الاولى التي جسدت التفوق العلمي الروسي  فإنه يستخدم سلالات معدّلة من فيروس يسبب عادة نزلات البرد المألوفة لتحفيز استجابة المناعة.

و نشرت المجلة الطبية البريطانية المحترمة “ذي لانسيت” The Lancet ورقة تمت مراجعتها من قبل الزملاء ووجدت أن اللقاح حقق فاعلية بنسبة 91.6٪ بعد 21 يوماً من الحقنة الأولى و91.8٪ لمن هم فوق 60 عاماً، ليكون على قدم المساواة مع لقاحي فايزر ومودرنا الأميركيين الشهيرين. ويعتبر لقاح “سبوتنيك” أرخص بكثير من اللقاحات الغربية المنافسة ولا يتطلب نفس النوع من البنية التحتية للتخزين شديدة البرودة التي من شأنها أن تعقد توزيع لقاح فايزر في معظم العالم النامي.

 لقاح جونسون آند جونسون أحادي الجرعة الذي اصدرته شركة يانسن البلجيكية يتميز أنه أقل تكلفة من لقاحَي فايزر وموديرنا، فضلا عن إمكانية تخزينه في الثلاجات العادية بدلا من المجمّدات. وأظهرت التجارب فعالية اللقاح الجديد بنسبة تجاوزت 85 في المئة إزاء الحالات الخطرة، ونسبة 66 في المئة إجماليا بعد تضمين حالات الإصابة المتوسطة.وتعدّ الولايات المتحدة أول بلد يعتمد استخدام اللقاح الذي أنتجته شركة يانسن البلجيكية.

و يستخدم لقاح “جونسون آند جونسون” تقنية ناقلات الفيروس، أي نزلات البرد الشائعة التي تُسمى “Adenovirus 26″، وهو مصمم وراثياً بحيث يمكن أن يصيب الخلايا، ولكنه لن يتكاثر في الجسم، ولن يصيب الناس بنزلة برد.

ومثل لقاحي “فايزر” و”موردرنا”، فإنه يقدم تعليمات وراثية.

وبدلاً من حملها في كرات صغيرة من الدهون، يتم حقن التعليمات الجينية بواسطة الفيروس الضعيف في خلايا الذراع، وتصنع القطع التي تبدو وكأنها جزء من الغطاء البروتيني لفيروس كورونا، أي الهيكل الذي يستخدمه الفيروس للالتصاق بالخلايا.

و يرى  باحثون أن اختيار الدول يعتمد على أكثر من عامل من بينها العامل الاقتصادي وتوفر المنتج، “لن يستطيع منتج واحد تغطية احتياجات العالم كله، وبالتالي يمكن أن تلجأ الدول لأكثر من مورد طالما أن النتائج الأولية مبشرة وتؤكد سلامة اللقاح” .

بالإضافة لذلك هناك متطلبات لوجستية “فلقاح فايزر يتطلب أن يُحفظ في درجة حرارة شديدة وهو ما يحتاج إلى إجراءات وبنية تحتية مختلفة نسبيا، ولن تلجأ بعض الدول إليه من أجل الجدوى اللوجستية وبالتالي قد تلجأ للقاح اخر لا يتطلب مثل هذه اللوجستيات. اللقاح الصيني يتميز بهذه الخاصية”.

لكن ربما تكون هناك أسباب تتعلق أيضا بسلوكيات الدول الأغنى التي سارع بعضها لاعتماد وشراء كميات كبيرة من اللقاح الأمريكي الألماني.

كانت دول كبريطانيا أول من اعتمد لقاح فايزر بيونتيك طلبت من المنتجين 40 مليون جرعة تكفي لتطعيم 20 مليون شخص. بينما طلبت الولايات المتحدة 100مليون جرعة من اللقاح تكفي ل50 مليون شخص. كما طلبت واشنطن 200 مليون جرعة من لقاح مودرنا الأمريكية.

ويرى الباحث في ملف الصحة في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أحمد عزب، أن بعض الدول النامية قد تكون “مجبرة على اللجوء للقاح الصيني من باب قلة الحيلة، لأن دولا عدة -لديها القدرة الشرائية- تعاقدت بالفعل منذ أشهر مع الشركات المنتجة للقاحات مثل فايزر بيونتيك للحصول على اللقاح بسرعة بكميات تفي احتياجاتها وبالتالي الكميات التي لم تنتج بعد هي بالفعل محجوزة لتلك الدول” .

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *